مبادرة أمريكية محتملة للسلام في السودان: هل هي بصيص أمل أم مجرد تكتيك جديد؟
المورد نيوز: تقرير خاص [ 1 يوليو 2025]
بينما يواصل الصراع المدمر حصد الأرواح وتشريد الملايين في السودان، تلوح في الأفق إمكانية مبادرة أمريكية جديدة لإنهاء الحرب. جاء ذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، التي أكد فيها أن السودان سيكون "المحور التالي" لتركيز الولايات المتحدة في تحقيق السلام. هذه التصريحات، التي أدلى بها خلال توقيع اتفاق سلام بين الكونغو ورواندا في واشنطن، تأتي في وقت حساس يشهد تزايد القلق الدولي إزاء الأزمة السودانية.
دعوات دولية لوقف الحرب ومخاوف إنسانية:
أقرت مجموعة استشارية دولية، تضم الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، والأمم المتحدة، ومصر، والمملكة العربية السعودية، وبريطانيا، والولايات المتحدة، بالتكلفة الباهظة للتقاعس عن وقف الحرب في السودان. وقد أوصت المجموعة بتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار، بهدف تخفيف معاناة الشعب السوداني. وفي السياق ذاته، وصف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه "أكبر أزمة إنسانية في العالم"، محذرًا من كارثة وشيكة إذا استمر الصراع.
شكوك حول النوايا الأمريكية والدور السوداني:
على الرغم من التصريحات الأمريكية، أبدى بعض المحللين، مثل الدكتور محمد الأمين عثمان، تشككًا في مدى جدية هذه الالتزامات، واصفًا ملاحظات روبيو حول السودان بأنها "مزاح" أو "دعابة". وأشار عثمان إلى وجود علاقات تجارية للمبعوث الأمريكي لأفريقيا، مسعد بولس، في غرب أفريقيا، وصلته بعائلة دونالد ترامب، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان النهج الأمريكي يمثل تحولًا جذريًا أم مجرد تكتيك.
ويبرز تساؤل محوري حول ما إذا كان أي طرف خارجي، بما في ذلك الولايات المتحدة، يمكن أن يكون بديلاً للشعب السوداني في حل أزمته. هناك إجماع على أنه بدون إرادة وطنية حقيقية واتفاق بين الفصائل السودانية، قد لا تنجح المبادرات الخارجية.
تحديات أمام السلام:
يواجه تحقيق السلام في السودان تحديات كبيرة:
الخلاف الداخلي: فشلت الأطراف السودانية في التوصل إلى حل فيما بينها، مما يجعل التدخل الخارجي يبدو ضروريًا.
الميليشيات والروابط الخارجية: وجود عدد كبير من الميليشيات ذات الصلات الخارجية يزيد من تعقيد جهود السلام.
انعدام الثقة: رفض كل من الجيش السوداني (بقيادة البرهان) وقوات الدعم السريع (بقيادة حميدتي) التفاوض مع بعضهما البعض علنًا، واصفين بعضهما البعض بالإرهابيين.
الأزمة الإنسانية الطاحنة: يعاني الملايين من السودانيين النازحين والجوعى، بالإضافة إلى تفشي الكوليرا، مما يؤكد على الإلحاح الشديد للوضع.
العقوبات الأمريكية: تأثير محدود؟
فرضت الولايات المتحدة مؤخرًا عقوبات على الحكومة السودانية بسبب اتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية. ومع ذلك، يرى البعض أن هذه العقوبات رمزية إلى حد كبير ولها تأثير عملي محدود، نظرًا لأن التجارة العسكرية بين الولايات المتحدة والسودان كانت ضئيلة لعقود.
فرصة للسلام رغم كل شيء؟
على الرغم من التحديات، هناك اعتقاد بأن الطرفين المتحاربين مرهقان، وأن تحقيق نصر عسكري حاسم أمر غير مرجح، مما يمثل فرصة محتملة للتسوية التفاوضية. ومع ذلك، قد يكون الهدوء الحالي في بعض مناطق القتال ناتجًا عن قرب موسم الأمطار بدلاً من رغبة حقيقية في السلام.
المصدر:
السودان, الأزمة السودانية, مبادرة السلام الأمريكية, الحرب في السودان, أزمة إنسانية, قوات الدعم السريع, الجيش السوداني, جهود السلام, الأمم المتحدة, الاتحاد الأفريقي, الوضع في السودان.